لم يكن أحد يتصور، ولا حتى فاروق حسني وزير الثقافة المصري نفسه ، أن يتحول حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثلاثين إلى تظاهرة تأييد بالقول والجسد لموقف الوزير وتصريحاته حول مسألة الحجاب . والتي فتح خلالها النار على المحجبات ووصمهن بالجهل والتخلف مؤكدا أن هذا الزي لا يمكن أن يدفع إلى التقدم وإنما يقود للتخلف الحضاري .
وقد فوجئ الملايين ممن شاهدوا حفل الافتتاح في مصر والعالم بـ "ماسورة" حريم وقد انفجرت عن بكرة أبيها وأمها وعمها لتنهال القبلات الحارة على وزير الثقافة هذا بخلاف عبارات المناصرة والتأييد التي كانت من نصيب الفنان فاروق حسني ، لدرجة أن أحد من تابعوا هذه المراسم الفنية خالص أسر إلي بأنه قال في قرارة نفسه خوفا أن تسمعه أذناه ـ جتنا نيلة ف حظنا الهباب كل ده علشان هاجم الحجاب ، طيب لو كان أيده كان ايه جرى ,, وعلى أية حال نترك زميلنا قاسم السماوي هذا الحاقد على الوزير "الجانتي" ويرجع مرجوعنا لحفل البورنو سينما ، الذي تحول إلى احتفالية بالموقف الشجاع للوزير الفنان في قضية الحجاب فقد بدا المشهد على هذا النحو التالي :
نصر مبين
طوفان من الفنانات العاريات اللاتي حضرن في حفل الافتتاح وكن في انتظار ظهور وزير الثقافة، حيث استقبلنه بعاصفة من التصفيق وعبارات الثناء علي موقفه من أزمة الحجاب حيث تعالت الهتافات فرددت الوجه الجديد أروي : "الله عليك يا فاروق" ـ وللعلم فهذه الأروى ممثلة شابة اسمها لسة بينكتب بالقلم الرصاص ولم تشارك سوي في فيلم واحد مع نبيلة عبيد . أما الممثلة رولا محمود فقد أطلقت زغرودة "حياني" على طريقة "كفارة يا زينة الرجالة" وأخذت تهتف تسلم وتعيش لنا يا كبير، بينما قالت الممثلة نهلة سلامة التي تخصصت في الأفلام الجريئة جدا جدا "برافو يا فاروق"، فيما صفقت بقوة كل من يسرا وهالة صدقي اللتين شاركتا في فيلم "ماتيجي نرقص" فور ظهور الوزير وانتابت غادة عبد الرازق فرحة غامرة، حيث هتفت "الله عليك يا كايدهم" ولا نعرف حتى الآن من هم الذين تقصدهم بكايدهم هل هم نواب الإخوان في البرلمان أم أعضاء الحزب الوطني تحت القبة الذين وقفوا وقفة رجل واحد في وجه إهانة الوزير الفنان للمحجبات .
وقد أثارت هذه الضجة وموجة التصفيق العاتية اندهاش باقي النجوم والضيوف الأجانب من عاصفة اللقاء الحار التي استمرت لعدة دقائق وظنوا أول الأمر أن وزير الثقافة احد نجوم السينما المصرية لكنهم علموا بالحقيقة بعد أن استفسروا من بعض الحاضرين فشرحوا لهم الأزمة التي يعيشها وزير الثقافة منذ أسبوعين وانتهت مؤخرا بإحرازه نصرا علي خصومه في الحكومة والمعارضة بعد أن أنهى عزلته وعاد لعمله من جديد واستقبل استقبال الفاتحين . ملابس مستفزة
ولمن فاتته فرصة مشاهدة حفل الافتتاح ، فقد لاحظ الحاضرون أن تظاهرة التأييد للوزير الفنان لم تقتصر على القول فقط وإنما كانت بالجسد أيضا ، فرغم برودة الجو القارص إلا أن دفء المشاعر كان أقوى حيث حرصت الفنانات على ارتداء ملابس تكشف الأكتاف والصدر والخصر ـ نكاية في الحاقدين اللي الوزير كايدهم ـ ومن بين هؤلاء ، الفنانة "المخضرمة" يسرا والهام شاهين ورولا محمود وأروى في حين فضلت غادة عبد الرازق الجينز الضيق الذي يحتاج ارتداءه زيوتا ملينة ، فيما ظهرت الفنانة البريطانية جاكلين بيسيه بملابس أكثر احتشاما من تلك التي ارتدتها فنانات مصر .
كل هذا وأكثر، طبعا، من أجل عيون وزير الثقافة الفنان فاروق حسني الذي حرص على رد التحية لعشاقه برفع اليدين كناية عن انتصاره الساحق الذي أحرزه على أعداءه في البر والبحر والجو ممن يسعون إلى جرجرة مصر للتخلف عن ركب الحضارة عبر مناداتهم باحتشام المرأة في ملابسها وعدم ارتداء ملابس مثيرة للغرائز والفتن ، وعلى رأي فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة الذي قاله على الملأ في البرنامج المصري البيت بيتك حيث رأى أنه ما دمنا في عصر الفضائيات الإباحية وملابس الجينز الضيقة وتأخر سن الزواج لدى الشباب فليس هناك ضرورة لختان الإناث.. وبالقياس مع الفارق طبعا فانه في العصر الذي يتحدى الوزير الفنان فاروق حسني كل من يعتز بحشمة نساءه من الوزراء السابقين واللاحقين ونواب الحزب الوطني في البرلمان بخلاف 88 عضوا من كتلة الإخوان المسلمين تحت القبة ويرفض الاعتذار أو التراجع أو حتى المثول أمام لجنة تحقيق برلمانية فإنه لا داعي للحجاب ..