تعامل الإعلام السوداني والشارع السوداني مع ما جاء على لسان المشجعين المصريين العائدين من السودان عقب المباراة بنوع من ردود الأفعال ورد الإساءة بالإساءة وهذا غير مقبول من وجهة نظري, أولا لان المصريون الذين تعرضوا لتلك الاهانة والاذلال واغلبهم مثقفون وفنانون ورجال مجتمع كانوا ضيوف في بلدنا. يجب حمايتهم حتى يعودوا سالمين الى مصر وهذا من واجبات الضيافة ، الضيافة لا تنتهي بنهاية المباراة بل بالمغادرة من المطار وهذا ما لم يحدث بعد المباراة حيث تٌرك الحبل في القارب ونحن الذين سمحنا للجزائريين ان يهينوا المصريين في بيتنا لا مجال لانكار ذلك واما اننا ضعفاء امنياًَ.
المقام ليس مقام مقارنة بين علاقتنا مع مصر ومع الجزائر، ولكن الحقيقة هي ان حماية الاجانب في بلدنا هي مسئوليتنا ويجب الا نسمح لاجنبي ان يضرب اجنبي في بلدنا ناهيك عن اخ شقيق او جار عزيز. كنا نتفرج (ونصب النار في الزيت) ونحن نرى الجزائريون يرمون الحافلات والعربات التي تقل المصريون بالحجارة وكأننا اغراب في وطنا مواطنون وعساكر ، حسب ظني ان رجال الامن المركزي لم تصدر لهم توجيهات باستخدام العنف مع أي طرف ، انا كنت شاهد عيان على تهشيم زجاج الحافلات المقلة للمصريين الى المطار، لدرجة انني خشيت على عربتي المتواضعة من التدمير فاثرت الوقوف جانبا وتركت مجالا بيني وبين حافلات المصريين وظننت اني في بلد اخر وليس في الخرطوم، هذا الامر في شارع افريقيا المؤدي الى مطار الخرطوم عند الساعة 12 ليلا وامام صالة الحج والعمرة.
من لا يعلم في الخرطوم ان السكاكين اختفت من اسواق امدرمان قبل المباراة! بدليل ان أجهزة الأمن صادرت أكثر من مائتي سكين وساطور من المشجعين الجزائريين. ومع ذلك لم نأخذ الأمر مأخذ الجد ، ربما لان الأجهزة الأمنية توقعت حدوث كارثة في حالة خسارة الجزائر وبالتالي عندما كسبت الجزائر لم يتوقعوا ان يعتدي الهازم على المهزوم هذه سابقة لم تحدث عندنا في السودان من قبل. ( الا عندما كنا صغار ونلعب مع ابناء حي البوليس بنيالا)
هذه حقائق يجب ان نقف عندها قبل ان نرد على الاعلام المصري بانفعال زائد وان نضع انفسنا مكان المصريون انفسهم الذين اختفت اعلامهم بعد المباراة ليس بسبب الهزيمة ولكن بسبب الخوف والرعب الشديد من الهمجية الجزائرية.
عنف الجزائريون لا تحتاج الى دليل لكل من سافر الى بلاد يتواجد بها جزائريون اناس دمهم حار وعنيفون الى درجة القتل حتى بينهم وما حدث في الجزائر من قتل ليس ببعيد.
هل ثمن سكوتنا على اهانة ضيفنا في منزلنا بضعة دولارات هي قيمة ايجار العربات والركشات ام اننا نبحث عن ذريعة لنفقد الأشقاء.
كان يمكن لنا ان نقدم اعتذار بسيط نعبر فيه عن اسفنا لما حدث للجمهور المصري وشخصياته الفنية والوطنية من اساءة وتجاوزات كانت خارج السيطرة وهذا امر طبيعي فالامن السوداني لم يكن ضعيفا ولكن الجمهور الجزائري شرس وكان أي احتكاك مع الامن السوداني يحدث كارثة انسانية. بالاضافة الى اننا يجب ان نحتج الى السلطات الجزائرية بتجاوزات جمهورهم وعدم مساهمة السفارة الجزائرية في السيطرة عليه وانا اشك في قدرة السفارة بل الدولة الجزائرية على ذلك. ولكن في اخر الامر ما حدث عار في جبيننا بان تركنا ضيف لنا يهين ضيف لنا أمام أعيينا ونظل ساكتين بل نرفض للمهان ان يعبر عن استياءه هذا غير مقبول. من حقنا ان نرد على تجاوزات الاعلام المصري ولكن في حدود وألا ننسى ان ما قيل من المشجعين المصريين كان تحت الضغط النفسي وعلى راي المثل ( ميتة وخراب ديار ).
الهادي عيسى الحسين
ELHADI_EISSA@YAHOO.COM
Christmas 2024 Palestine edition: Baby Jesus is still in the rubble
-
No words better capture the spirit of Christmas in Palestine this year than
those of Rev. Munther Isaac of the Christmas Evangelical Lutheran Church in
B...
قبل 11 ساعة
هناك 3 تعليقات:
ايهاب نهين بعض
نقطع بعض
برضه امه واحده ولو بعد حين
لا اعتقد اننا ممكن نكون عرب
او امة واحده دا شعب مرتزقة
تحياتى
تحية وتقديرعلى شجاعتك الادبية
لابد ان نعترف جميعا باخطائنا بدون تجريح
لابد ان نتحاور لكى نتعلم من اخطائنا
فليس العيب ان نخطىء ولكن العيب ان نتمادى فى تلك الاخطاء
تحياتى وتقديرى
إرسال تعليق