الجمعة، ديسمبر 12، 2008

"لا تقول إنك سعودي"

لو كنت مخترعا لأطلقت وسادة خاصة مزودة بذراع آلية تقوم بصفع النائم عندما يدخل عميقا في نومه. تلك الوسادة مناسبة تماما لبعض المنتجين السوريين والمصريين الذين ما زالوا يعتقدون أن السعوديين عبارة عن براميل نفط معبأة بـ "الكاش" تطير من مطارات السعودية إلى مطاري القاهرة أو دمشق من أجل تفريغ الحمولة النقدية بغباء. يبدو أن نومهم دخل مرحلة الغيبوبة لأنهم لم يدركوا حتى الآن أننا نقوم بحقنهم بأفكارنا، قناعاتنا وقصصنا محكمين سيطرتنا العقلية على عقولهم.

يظن هؤلاء أن هدية من أمير أو شيخ أو رجل أعمال لفريق العمل تؤكد أننا ندفع بلا وعي، ولكن شوفينيتهم ونرجسيتهم تأبى أن تفسر ذلك بأنه تقدير للفن والثقافة، حيث ندافع عنها وندفع لها. المسلسل التلفزيوني في مصر أو في سوريا تتضاعف كلفته الإنتاجية بمجرد أن يعرف القائمون على المسلسل أنك منتج سعودي. لذلك لطالما كنت أتدخل شخصيا في تفاصيل المفاوضات والتعاقدات معتمدا على معلوماتي الدقيقة عن السوق والأسعار، حينها يفاجأ الطرف الآخر بنوعية جديدة من السعوديين لم يعتادوا عليها. قال لي أحدهم بعدما ناقشته وفاوضته حول الأسعار بناء على دراسات السوق "معئولة حضرتك مش سعودي.. أبدا أنت أكيد مصري وبتعرف إزاي تشتري وتبيع". مع أنه اعتذر.التركيبة الجينية المصرية التي تمنع فيلم عمر المختار من الظهور على التلفزيون المصري وأغاني محمد عبده على الإذاعة المصرية. التركيبة الجينية السورية التي تنتقد الممثل السوري لمشاركته في عمل مصري. تلك الجينات يظنونها متفوقة في وقت لا يمكن تسميتها فيه إلا بـ "إعاقة"، بينما يقوم العقل السعودي ورأسماله بجمع النقيضين في إطار فني واحد لإطلاق تحفة فنية بتوقيع سعودي. ببساطة، جيناتنا قادمة بنقاء.
* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية

كاتب هذه المقالة الكاتب الذى اعتقد انه لازال فى k1 وليس k2 اسمه حسن عسيرى واعتقد انها لا يشاهد التليفزيون ولا يعلم ما لمصر من الريادة .
ولكن للاسف قيادة مصر هى السبب فما يحدث من تطاول من بعض الذين يدعون الثقافة مثل هذا الكاتب الذى اعتقد انه يحمل شهادة الاول الاعدادى اذا كان يحملها حتى .
لك الله يا مصر التى يتحمال عليكى يقول انه من خمسة وثلاثون عام ويزيد كان السعوديون يشدون الرحال للتزود بكافة العلوم من الجامعات المصرية وكذلك المدرسين المصريين الذين يتحملون شح الحياة لتعليم هولاء البدو اللغة العربية ومن ينكر ذلك يعطينا العكس.

ليست هناك تعليقات: