الأربعاء، ديسمبر 24، 2008

القاهرة ترفض دخول صاحب كتاب مصر على حافة الثورة



رفضت السفارة المصرية في واشنطن، منح تأشيرة دخول إلى مصر للكاتب البريطاني والخبير المتخصص بشئون الشرق الأوسط، جون برادلي، مؤلف كتاب "مصر على حافة الثورة"، والذي أثار ضجة كبيرة، وتم حظر تداوله في مصر. وأكد مصدر بالسفارة الأمريكية بالقاهرة لـ "المصريون" إن برادلي تقدم بطلب إلى السفارة المصرية بواشنطن لمنحه تأشيرة دخول إلى مصر بغرض إتمام بحث سياسي اقتصادي عن تأثيرات الأزمة المالية العالمية على الوضع الاقتصادي المصري. لكن طلبه قوبل بالرفض، وهو ما عزاه المصدر إلى نشر برادلي مقالا بإحدى المجلات الاقتصادية الأمريكية يقول فيه، إن الأزمة المالية العالمية وجهت ضربة ونكسة للبرنامج الاقتصادي للنظام في مصر، محملا فريق لجنة "السياسات" بالحزب "الوطني" الحاكم، بقيادة جمال مبارك مسئولية ذلك.ورجح المصدر أن يكون رفض منح التأشيرة للكاتب البريطاني سببه برنامج زيارته التي كانت ستشهد عقد لقاءات مع قيادات من المعارضة المصرية. وكان قد نشر مقالا في مجلة "فوروارد" بعنوان: "حرائق على النيل وسحب داكنة تخيم على مصر"، وذلك عشية انعقاد مؤتمر الحزب "الوطني" وجه فيه انتقادات حادة إلى النظام الحاكم في مصر. وسبق لبرادلي أن دعا الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما عقب فوزه بالانتخابات إلى ضرورة الضغط على النظام المصري لإجراء عملية انفتاح سياسي من خلال استخدام الأزمة المالية العالمية القائمة.وفي كتابه "مصر على حافة ثورة"، يتوقع برادلي، اندلاع "ثورة إسلامية" يكون "الإخوان المسلمون" وقودها، وذلك في حال تمرير سيناريو التوريث بتولية جمال مبارك رئيسا لمصر في أعقاب رحيل والده الرئيس حسني مبارك، وهو السيناريو الذي قال إنه يزعج الدوائر الأمريكية، مثلما يزعجها أيضا عدم اهتمام مصر بتعديل دورها كحليف رئيس لولايات المتحدة في المنطقة. وينتقد الكتاب، المجتمع المصري لنظرته السلبية، وجمود عقليته، وانتشار الفساد في أوصاله، وذلك على ما ذهب إليه ببيع الآثار في السوق السوداء لفشل الحكومة في حراستها، وقال إن الرشوة والمحسوبية هي مفتاح الوصول إلى الحكومة وتوسيع الأعمال. الكتاب الذي يصنف مصر باعتبارها "أكثر دولة عربية بها قسوة ويشيع فيها التعذيب والفساد"، يعتبر التعذيب أحد السمات البارزة للنظام الحالي، وإن الصعق بالكهرباء والضرب أساليب روتينية للبوليس ضد من يشتبه فيهم للحفاظ على سلامة الوطن

ليست هناك تعليقات: