الخميس، يناير 29، 2009

نصر الله : أدين النظام المصرى لاغلاقه معبر رفح

"نحمل إسرائيل مسؤولية المئات من المفقودين اللبنانيين.. ولم نستطع تحديد هوية أربع جثث تسلمناها خلال عملية الرضوان"
نصرالله: على الحكومة كشف مصير الإيرانيين المختطفين من "القوات اللبنانية"
وأجدد إدانتي للنظام المصري الشريك في حصار غزة

طالب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الحكومة اللبنانية بأن "تتحمل مسؤولياتها في ملف الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة"، وقال: "لدينا ملف كامل ولا اعول على ما قاله الاسرائيلي لجهة أن القوات قامت بتصفية أولئك الديبلوماسيين وحدد أماكن يقول إنهم دفنوا بها، ولاحقا نبحث ما اذا كنا سننشر هذه المعلومات في وسائل الاعلام نظرًا لحساسية هذا الملف ولكون هناك مجموعة من الاسماء المعنية فيه".
نصرالله، وخلال مؤتمر صحافي في ذكرى تحرير الاسرى، لفت الى ان "الاسرائيلي قدم رواية مؤداها أن هؤلاء الديبلوماسيين قتلتهم "القوات اللبنانية" ودفنتهم في اماكن محددة، ولكن حسب تجاربنا لا نصدق الانكار الاسرائيلي". وأكد أن "الديبلوماسيين الاربعة كانوا برفقة قوى الامن الداخلي واختطفوا، فهل القوات اللبنانية قتلتهم؟ وهل لهم اجساد ام تم افناء هذه الاجساد؟ ام أنهم ما زالوا احياء لدى القوات اللبنانية؟ إننا نطالب القوات بالاجابة عن هذه الاسئلة لحسم الملف". وأضاف: "اتوجه الى الحكومة اللبنانية لاقول ان هؤلاء الدبلوماسيين معتمدون في لبنان وهي تتحمل مسؤولية الكشف عن مصيرهم، و"القوات" تعلم مصيرهم ومن يجيب عن هذا الملف هي "القوات" خصوصا وانها شريك في الحكومة".
إلى ذلك أشار نصرالله الى أن "خلال عملية "الرضوان" تم تسيلمنا جثث قال لنا الاسرائيليون ان من بينها جثتي يحيى سكاف ودلال المغربي، وأجرينا فحوصات الحمض النووي للتأكد من هويات الشهداء وأرسلنا عينات الى مختبرات في فرنسا وقد استغرق ذلك وقتاً. ومنذ أيام وصلتنا نتائج الفحوصات لكنها لم تكن حاسمة ولم نستطع ان نحدد هوية اربع جثث". وقال: "حسم انه لا يوجد رفات ليحيى سكاف بين الشهداء الاربعة الذين لدينا رفاتهم، ولا نعلم اذا كان حياً ام شهيداً أم ضاعت رفاته ام اسرائيل اضاعت جثمانه". وأضاف: "أهل يحيى سكاف هم الذين يحسمون وفقا للاصول الشرعية مصيره، ونحن في المقاومة لا تعود الينا مسألة البت بهذه المسألة، كما لا نعتبر ان بين ايدينا رفاتاً لشهداء عملية دلال المغربي".وعن الصياد محمد فران، ذكّر نصرالله بأن "الاسرائيلي ينكر معرفته، لكننا نقول ان قارب الصيد لفران الذي وصل الى الاسرائيليين وعاد الى قوات الطوارئ كان عليه دماء وبالتالي نحن نحمّل اسرائيل مسؤوليته". واضاف: "نحن لسنا الجهة الشرعية المخولة بت مصيره، اكان شهيدا ام حيا". كما لفت نصرالله الى أنه "وبالنسبة الى بقية الاسرى لدينا لوائح كثيرة باسماء شهداء لبنانيين وفلسطينيين، وان مجموع هؤلاء يبلغ 350، لا تزال جثامينهم عند الاسرائيليين". وعن عدد المفقودين قال نصرالله: "انهم بالمئات واغلبهم من اللبنانيين، وقلة من الفلسطينيين، وتتحمل اسرائيل مسؤولياتهم منذ ميليشيا سعد حداد، وهذا الملف ما زال مفتوحا لكن الاسماء بحاجة الى تدقيق".
وعن خطاب النائب سعد الحريري الاخير قال نصرالله: "ارسلت "عتبًا" عبر الاصدقاء المشتركين للشيخ سعد الحريري بعد خطابه الاخير على اساس ان ليس هذا ما اتفقنا عليه وانا أؤكد التهدئة التي من مصلحة الجميع المحافظة عليها". وأضاف: "نحن لا نثير هذا الملف لتسجيل نقاط سياسية".وعن السجالات حول مجلس الجنوب، قال نصرالله: "هذا المجلس له وظيفة يؤديها وانا أؤيد الرئيس بري تماما في هذا المجال، وادعو الى تمكين مجلس الجنوب ضمن الاطر القانونية من القيام بواجباته ومن ضمنها تعويضات المتضررين على ان يصار الى ادخال اصلاحات عليه".
وعن العدوان على غزة، قال نصرالله: "تبين انه كان هناك قرار دولي وعربي لاستغلال الفترة الانتقالية بين ادارة بوش واوباما لتغيير الوقائع". ومعتبرًا أن في الحرب على غزة "كان هناك هدفان: الهدف الاعلى القضاء على المقاومة والهدف الادنى كان اخضاع المقاومة، إلا أن الاسرائيليين انهوا عدوانهم في غزة من طرف واحد من دون ان يحقق هذا الطرف ايا من اهدافه المعلنة او المضمرة".
وتابع: "الحرب الشاملة على قطاع غزة توقفت لكن الحرب التي كانت قائمة قبل العدوان لم تتوقف، ومن لم يعترف بنصر المقاومة في لبنان لن يعترف بنصر المقاومة في غزة للاسباب نفسها، فالحصار على قطاع غزة ما زال مستمرا ومن خلال كل المعابر وهناك اليوم من يعمل على فرض الشروط الاسرائيلية على المقاومة من خلال استغلال الحاجات الانسانية والحاجة الى اعادة الاعمار".
واعتبر انه "لو ارادت "حماس" البحث عن وسيط غير الوسيط المصري لاجراء التبادل مع جلعاد شاليط فإن اسرائيل لن تقبل بغير الوسيط المصري". وقال: "موقفي من الموقف المصري كان صائباً وانا ادين النظام المصري لانه أغلق معبر رفح ولأنه يكذب على العالم العربي والاسلامي لجهة قوله إنه فتح المعبر، وأنا اشك ان مصر وسيط نزيه فهي تسعى الى الضغط على المقاومة الفلسطينية، إذ إنّ معبر رفح مصيري بالنسبة لغزة واقفاله من اكبر الجرائم التي ارتكبت". وأضاف: "من الطبيعي حصول سجال بيننا وبين المسؤولين المصريين لان في المنطقة معسكرين: معسكر المقاومة المتمسك بالحقوق العربية ومعسكر يريد الانتهاء من هذا الملف نهائياً".
وعن الأجواء التي شهدتها القمة العربية في الكويت لجهة المصالحة العربية – العربية أجاب نصرالله: "اؤيد المصالحة السعودية السورية وأؤيد المصالحات بدون شروط مسبقة، وانا لا اقيّم هذه المصالحة على الساحة الداخلية، كما اعلم ان الملك عبد الله عندما صافح الرئيس السوري حزن البعض في لبنان"، داعيًا الى "التأكيد على مناخ التهدئة في ظل الجو الانتخابي" ومحذرًا "من استخدام الخطاب المذهبي والطائفي لأنه أسوأ من المال الانتخابي".

ليست هناك تعليقات: